نبيل الحاج حسن في جريدة النهار: لارا فابيان كائنة فضائية لا علاقة لها بالصراع العربي الإسرائيلي

تهيئة للأرضية لعودة لارا فابيان عن إلغاء حفلتها في لبنان، يصدر عدد من المقالات والتصاريح في لبنان مفادها أن أولا، لارا فابيان كائنة فضائية لا شعور لها ولا إنسانية ويأتي احتفالها بعيد “إسرائيل” الـ60 من باب الحب العابر للمجرّات. وثانيا أن جرائم الحرب التي ارتكبنها إسرائيل خلال حرب تموز 2006 والتي وثقتها منظمة هيومان رايتس واتش هي مجرد آراء ممكن أن نختلف عليها ويجب عدم “أسرألة” كل من يختلف معه بالرأي، بحسب كاتب المقالتين الآتيتين.

عزيزتي لارا فابيان: نعتذر
نبيل الحاج حسن
2012-01-23

banner.jpg

قرأت قبل نحو اسبوع الاعلان عن حفلتين ستحييهما الفنانة البلجيكية لارا فابيان في كازينو لبنان في شباط 2012، هذه الفنانة العالمية التي تنافس عظمة فيروز وقوة جوليا بطرس في مخيلتي وفي مخيلة الكثيرين ممن أعرفهم.
في طبيعة الحال شعرت بغصة لأني لن اتمكن من حضور الحفل، فأقنعت نفسي بأنني استطيع ان استمع الى تسجيلاتها في منزلي…
لكن قبل يومين بدأت تتفاعل قضية الاحتجاج على قدوم هذه “المراة الكاملة كما يحلو للصديق غسان سعود تسميتها، بسبب غنائها لحفل في اسرائيل… وقولها في الحفل بأنها “تحب اسرائيل”.
أبدأ اولا بسؤال لنفسي ولتيار الممانعة، هل شخص مثل لارا فابيان يعرف عن اسرائيل والممانعة؟ هل تكترث هذه الالهة الصغيرة بكل الصراعات الدموية في الشرق الاوسط؟ اثناء حفلها في اسرائيل هل يفترض ان نتوقع منها ان تقول “اكره اسرائيل”؟ هل تمت دعوتها الى دول الممانعة قبل دعوتها الى اسرائيل؟ هل اعلنت كرهها للعرب او غيرهم؟
كنت أيدت في السابق حملة الصديق سماح ادريس عن رفض التطبيع في ما يختص بحفل ارمان ولكن ليس من باب منع فابيان عن القدوم، انما من باب التضامن مع الحملة في وجه الدعوى القضائية التي رفعها المر ضد منظمي هذه الحملة، وذلك ايمانا مني بوجوب المحافظة على حرية التعبير، وبعدم جدية دعوى قضائية ضد شخص وهيئة قالوا انهم يدعون لمقاطعة هذا الحفل، والا اصبح حقا لوكلاء البضائع البلجيكية والاميركية والايرانية والسورية رفع دعاوى ضد المطالبين بمقاطعة بضائعهم.
في الحقيقة استكملت حفلة مقاطعة التطبيع حملتها وتوجتها باعتصام. معتصمون يحمل بعضهم سجائر اميركية تباع في لبنان كما تباع في اسرائيل، البعض منهم، او ممن دعمهم، اخذ غداءه في احدى سلسلات “ماكدونالد” (الموجودة في اسرائيل ايضا) وشرب “البيبسي” معها… وهذه حال معظم اللبنانيين، ان لم اقل كلهم، فالحياة تفرض عليك ان تكون مرناً في تعاملاتك.

الكل وصل الى الاعتصام بواسطة سيارة (يباع مثلها في اسرائيل) واشترى المحروقات من شركة “توتال” او غيرها من الشركات التي تبيع ايضا في اسرائيل… وعند عودته الى منزله ادار التلفزيون عله يشاهد الاعتصام، فوجد سياسيي البلد، الذين في معظمهم حاوروا اسرائيل، سابقا او تحالفوا معها.
اعزائي، ان لارا، او الشركات او اي شيء عالمي، لا يكترث بصراعاتنا، وليس معنيا بها، وان كنا نريد نشر ثقافة الممانعة فهذا لا يأتي بعزل انفسنا كمن يقطع الهواء عن نفسه لان الرياح كانت جنوبية (من جهة اسرائيل) لنكن واقعيين قليلا ونبتعد من تطرف لن يفيدنا في شيء.
لائحة ببعض المنتجات والهيئات والافراد الذين يتعاملون مع لبنان واسرائيل:
الامم المتحدة، قوات اليونيفيل، مجلس الامن، دولة قطر، فرنسا، الولايات المتحدة، الصين، روسيا، مصر، الاردن، تركيا، الهند، اثيوبيا، تويوتا، مرسيدس، بي ام دبليو، جي ام سي، بيجو، نيدو، نسكافيه، توشيبا، اتش بي، آبل، توتال، اي بي تي، بريدجستون، ميشلان، جاك دانيلز، ستولشنايا، شيفاز، فيليبس، شارب، سامسونغ…
في النهاية اود ايضاح ان ذكر اسرائيل – اسرائيل وليس كفلسطين المحتلة ليس من باب الاعتراف ولا التطبيع، وانما من باب معرفة معنى الكلمة بشكل تام (اسرائيل – فلسطين المحتلة).
عذرا لارتي.

لارا فابيان أنا مقاوم وأرحب بك
نبيل الحاج حسن
2012-01-28

banner1.jpg

هو الإعتراض على إعلام المقاومة، على سياسات المقاومة الداخلية، على عدو المقاومة الأول والأخطر “المقاومين”.
لم تنته التجاذبات حول قدوم المغنية البلجيكية العالمية لارا فابيان الى لبنان في الرابع عشر من شباط، لتغني الحب والسلام، بين قسم من المؤيدين المعتبرين ان قدومها تحدّ للمقاومة، ودعاة المقاومة والمقاطعة المعتبرين ان قدومها تحدّ لفكرهم أو مناسبة لإظهار قوتهم ووجودهم.
كنت تطرقت في مقال سابق الى موضوع قدوم لارا فابيان ورفضت حينها الحملة المضادة لاسباب فنّدته، وبعدما عرفت بأن لارا ستلغي حفلتها قلت انني سألتزم رأي الأكثرية ان كان هذا رأيهم لأن ما حصل قد حصل. واستمرت الحملات من مؤيدي مقاطعة الحفل كحملات المنتصر المهيمن، أو كحملات من ارتكب خطيئة ويريد أن يبرر لنفسه خطأه.
جاءنا اليوم خبر وان كان “خجولاً” بأن لارا فابيان قادمة، وستحيي حفلاتها في كازينو لبنان، غير آبهة بما تتعرض له من حملات وادعاءات. وبالمناسبة عرضت قناة “المنار” تقريرًا عن الفنانة، معتبرةً اياها فنانة اسرائيلية من دون وجه حق، ومتهجمة على المطالبين بالسماح للارا فابيان بالقدوم، مسمية الحملة أنها حملة مقاطعة اسرائيل بإشارة ضمنية الى أن من يدعمون قدوم لارا هم داعمون لإسرائيل.
بطبيعة الحال هذا ليس أول تصرف من نوعه يصدر عن “المنار” أو عن الإعلام الذي يعتمد النهج نفسه في “أسرألة” كل من يختلف معه بالرأي، منذ تخصيص برنامج العام 2009 لمكافحة الشيوعية و”الكفر” في الوقت نفسه الذي يظهر فيه العديد من المفكرين الشيوعيين والملحدين الداعمين للمقاومة على شاشتها من خالد حدادة وزياد الرحباني وعزمي بشارة الذين يشكلون الرافعة الفكرية للمقاومة العابرة الطوائف ومن محاولات احتكار المقاومة حتى اعلاميًا وإخفاء أثر المقاومين من غير “حزب الله”، الى تغطيتها “المشبوهة” لسلسلة تفجيرات محلات المشروب في الجنوب، الى تخوين منافسيها السياسيين في السابق مثل وليد جنبلاط وميشال عون ومن ثم استضافتهم واظهارهم بموقع الحلفاء الوطنيين عندما تناسب مواقفهم المقاومة (هذا لا يعني موقفي من وطنيتهم أو عدمها)…
على المقاومين أن يعوا أنهم لا يستطيعون”اسرألة” كل من يخالفهم الرأي، إن كان داعمًا لمقاومتهم أو معاديًا لها، اذ عليهم أن يوقفوا قمعهم الفكري والثقافي لغيرهم من شركاء الأرض، وأن يعوا أن المقاومة ليست بالانعزال ومعاداة العالم، وانما باجتذاب العالم الى صفهم.
في النهاية رسالتي الى لارا: “تعالي الى لبنان، قولي لهم انك تحبين لبنان، وتحبين فلسطين… أنت مجرد فنانة انسانة لا يعنيك الصراع في الشرق الأوسط…والجيد أنك لا تعلمين، لأنك لو علمتِ ستقولين حينها أنّك تحبين اسرائيل من قلبك!!!

1 responses to “نبيل الحاج حسن في جريدة النهار: لارا فابيان كائنة فضائية لا علاقة لها بالصراع العربي الإسرائيلي

  1. وائل عبدالله

    وائل عبدالله:
    نبيل بيك: وهل تعلم أنت ما يجري في الشرق الأوسط؟
    إمضي وأدرس تاريخك… لا البعيد.. أدرس تاريخك القريب جدّا..لا تبتعد إلى قانا 1 أو حتى قانا 2….
    إلتفت إلى غزّة… هناك.. غبارمن قصف طائرة صهيونية.. أتحب إسرائل أنت؟

أضف تعليق