بعد الحملة لمقاطعتها… لارا فابيان لن تغني في لبنان

جريدة الحياة، الجمعة, 20 يناير 2012، آدم شمس الدين

تلقى محبو المغنية البلجيكية لارا فابيان خبر عزوفها عن تقديم حفلتين غنائيتين في لبنان بحزن. إلا أن هذا الحزن قابلته فرحة كبيرة لدى الناشطين الذين نظموا حملة لمقاطعة حفلتي فابيان إحتجاجاً على موقفها الداعم لإسرائيل.

الناشطون في حملة مقاطعة إسرائيل في لبنان، وحملة الـBDS العالميّة، نجحوا في إجبار المغنيّة الفرنسيّة على إلغاء حفلتيها في «كازينو لبنان»، اللتين كانتا مقررتين في 14 و15 شباط (فبراير) المقبل لمناسبة عيد الحبّ.

وكان الناشطون توجهوا برسالة مكتوبة إلى فابيان، لإعلان عدم ترحيبهم بزيارة مغنيةٍ غنت في “العيد 60” لتأسيس دولة إسرائيل في فرنسا، وأعلنت في نهاية الحفل حبها لإسرائيل.

الحملة التي نظمها الناشطون، شملت أيضاً اجتماعاتٍ مع أصحاب الشأن في “كازينو لبنان”، ومع عدد من المسؤولين في وزارتي الثقافة والإقتصاد، لإقناعهم بعدم السماح لفابيان بالغناء في لبنان.

يذكر أن القيمين على الحملة، حاولوا منذ مدة قصيرة، منع منسق الأغاني العالمي “آرمين فان بيورن” من تقديم حفلةٍ في بيروت، وذلك بسبب تقديمه حفلةً قبلها في تل أبيب.

وعبر صفحتها الرسميّة على فايسبوك، توجّهت فابيان بـ«رسالة حبّ» إلى أصدقائها اللبنانيين، كما سمّتهم. وبلغة حزينة، أعلنت أنّها لن «تغنّي تحت التهديد». وأضافت: «وحدها الموسيقى يمكنها أن تمحو الاختلافات».

ورداً على رسالتها، قال الناشط في الحملة اللبنانية لمقاطعة مؤيدي إسرائيل أسعد غصوب “لا يمكن إلا أن نكون فرحين لهذا التراجع، وعليها تحمل مسؤولية أفعالها وأقوالها”. وأضاف “لا يمكن أن تعلن محبتها لإسرائيل وأن تتوقع من أنها مرحب بها في لبنان”.

لمحة تاريخية عن جدول المقاطعة

ويندرج هذا النوع من المقاطعة في إطار المقاطعة الثقافية لكل من يتعاون مع إسرائيل على المستوى الثقافي، وذلك لممارسة كافة أنواع الضغط على اسرئيل لتجريدها من شرعيتها و تسليط الضوء على سياستها العدوانية والعنصرية.

فعلى سبيل المثال لم تقتصر حركة التحرر في جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري على العصيان المدني، والتظاهرات، والحركات السلمية، بل ترافقت مع حركات مسلحة وعسكرية سعت إلى محاصرة النظام من الداخل، في حين كان يجري العمل على محاصرته من الخارج عبر تجييش العالم لمقاطعة النظام اقتصادياً وثقافياً وسياسياً.

أطلق النداء الأول لمقاطعة البضائع الجنوب أفريقية في العام 1959، وبدأت تلبيته من خلال حركات رمزية تمثلت بامتناع عمال المرافئ في بعض المدن الأوروبية عن إفراغ البضائع تضامناً مع حركة التحرر في جنوب أفريقيا… تحركات رمزية تحولت إلى مقاطعة دولية بدأت تتفاعل في مطلع السبعينيات، ما أثّر على الاقتصاد في جنوب أفريقيا، وبدأ بتكبيده خسائر فادحة.

إلى جانب المقاطعة الاقتصادية، أطلقت المقاطعة الرياضية والأكاديمية، ففي 1964 سحبت اللجنة الأولمبية ترشيحها جنوب أفريقيا لاستضافة الحدث العالمي، بعد رفض النظام القبول بأن يكون الفريق الممثل للبلاد مختلطا عرقياً. أما على الصعيد الأكاديمي فقد أقدم أكثر من 496 أستاذاً جامعياً من أكثر من 34 جامعة في بريطانيا في العام 1965 على توقيع عريضة تقاطع التعاون الأكاديمي مع جنوب أفريقيا تنديداً بنظام الفصل العنصري. أشكال المقاطعة كافة ساهمت بانتزاع شرعية النظام ومحاصرته وتشويه سمعته، وساهمت بعد عشرات السنوات بزعزعته، حتى سقط في العام 1993.

إن التجربة الجنوب أفريقية، لا يمكن إلا أن تكون برهاناً على فعالية المقاطعة في إسقاط أي نظام يعتمد الفصل العنصري، وفضح بشاعته أمام العالم.

– – – نهاية المقال – – –

نقلا عن تلفزيون الجديد: http://www.aljadeed.tv الجميل مستاء لإلغاء حفل لارا فابيان

انتقد النائب سامي الجميل الغاء حفل الفنانة العالمية لارا فابيان على مسرح كازينو لبنان، داعيا الدولة اللبنانية الى تحمل مسؤوليتها تجاه ما حصل، مشيراً الى أن “هناك فنانة عالمية ألغت حفلة كانت مقررة لها في لبنان ولم نسمع أية ردة فعل من الدولة اللبنانية”.وسأل الجميّل: “نريد أن نعرف هل تقبل الحكومة بأن تلغى هذه الحفلة أم لا؟ وهل يمكن لمجموعة في لبنان ان تضغط بهذه الطريقة على فنان عالمي وتدفعه الى الغاء حفلته وما يتبع عنها من تشويه لصورة لبنان في الخارج والداخل، والدولة لا تتخذ موقفا؟”وقال الجميّل “اما ان الدولة وافقت على الغاء الحفل، ولتقل ذلك وتتحمّل مسؤوليتها، وإلا فلتتفضل وتقمع هذه المجموعات التي تُهدد الفنانين العالميين الذين يُضطرون الى إلغاء حفلاتهم بفعل ضغوطات وتهديدات في الجرائد وكلام يصدر من هنا وهناك”.

واوضح الجميل أنها “ليست المرة الاولى التي يحصل فيها شيئاً من هذا القبيل فهناك أفلاماً مُنعت من العرض، ومنذ 3 سنوات هناك 6 أو 7 فنانين مُنعوا من المجيء الى لبنان، واليوم يتم الحديث عن منع لاعبي كرة سلة من المجيء واللعب في لبنان”، مضيفاً “نحن نعزل أنفسنا ولبنان أصبح مُستنقعا للناس المُتحجرين وهذا ما لا نقبله، فلبنان رسالته الانفتاح والثقافة ولا يمكن ان يكون منغلقاً”، لافتاً الى ان “أكبر هدية نقدمها لاسرائيل يوم نقفل على انفسنا ويذهب الفنانون الى هناك ولا يأتون الى لبنان”.

وختم الجميل قائلاً: “ليس بهذه الطريقة نواجه اسرائيل، بل عندما نردّ لبنان وبيروت ساحة للفن في العالم، هكذا نقوي لبنان ونواجه اسرائيل وليس بهذه الطريقة الرجعية والهمجية”.

 

أضف تعليق